كلمة فادي أبي علام في اعتصام سلمي أمام المتحف

في هذه اللحظات التاريخية التي يعيشها لبنان اليوم، حيث يتفاقم  الانقسام السياسي والطائفي، نقف معاً لبنانيين ولبنانيات من كل المناطق لنعبّرعن غضبنا وسخطنا وخيبة املنا من هذا الواقع المرير الذي ما شهدنا مثيلاً له إلاّ بان الحرب الأهلية التي عشناها في هذا الوطن بين العام 1974والعام 1990 حين سقط ما يقارب المئتي ألف قتيل. وللأسف يبدو أننا لم نتعلم.

 

نحن اليوم هنا مجدداً أمام المتحف الوطني لنؤكد:

 

1.إن حق اللبنانيين بالعيش بأمان وسلام هو حق لا تسمو عليه أية قضية مهما علا شأنها، ومن واجب الجميع إحترام هذا الحق الإنساني المقدّس.

 

2.إن كل إستخدام للعنف في التخاطب السياسي في الداخل اللبناني لايجوز تبريره وهوليس سوى خيانة وطنية يستحيل القبول بها تحت أي شعار أو أي ظرف من الظروف.

 

3.إن العودة إلى الحوار كلغة تخاطب وتواصل وتفاعل لحل الخلافات كافة هو وسيلة حضارية في التعاطي الإنساني، وهو في وطننا قيمة طبعت فلسفة وجود الكيان اللبناني.

 

4.إن حكمنا على الماضي قاطع نعلن فيه عبثية كل حرب بين اللبنانيين، وهو كذلك على المستقبل نعلن فيه حتمية المصير المشترك.

 

5.إن الديمقراطية التوافقية التي يقوم عليها نظامنا السياسي هي قدرنا المحتوم في هذا البلد، وهي التي تضمن مشاركة جميع الفرقاء بالسلطة وتمنع أي فريق من التفرد بها، فلا جدوى بالتالي من أي عنف لأنه لا يأخذنا إلاّ إلى الويلات والخراب.

 

6.أن التسامح بالنسبة لنا كلبنانيين كان عبر التاريخ ولا يزال قيمة نعتزّ بها وما كان ً التطرف ورفض الآخر يوماً مُعتبَراً عندنا كما هو الحال اليوم، فلنعد إلى تاريخنا المُشرّف وإلى قيَمنا الأصيلة.

7.إن لبنان الوطن إرتضيناه معاً ليكون هو وطننا النهائي ولسنا على إستعداد أبداً للتفكير بأي مشاريع هجرة لأي بلد آخر.

 

8.إن السجالات السياسية المتطرّفة وغياب الحوار لا تؤدي بنا إلاّ إلى تأجيج النزاعات وتحويلها إلى صراعات مسلّحة، فلنكن على قدر المسؤولية ونهدىء من خطاباتنا الإنفعالية ونعود إلى لغة العقل والمنطق.

 

 

 

     بناءً عليه،

نناشد المجتمع اللبناني بأن يلتف أكثر وأكثر حول مؤسسات الدولة كافة واعتبارها هي دون غيرها الضامن الوحيد للأمن والإستقرار، ونهيب بالشباب اللبناني بأن لا ينجرّ تحت أي شعار إلى الإنزلاق إلى أي نوع من الأعمال الميليشياوية، فهي بمثابة إنتحار حقيقي له وللمجتمع اللبناني  بأسره ولن تشكل له سوى حماية وهمية.

 

ونناشد وسائل الإعلام بأن تتحمل مسؤوليتها في هذا الظرف العصيب لتغلب في إدائها ما يجمع على كل ما يفرق، ولتكون أداة لبناء السلام لا أداة من أجل الإقتتال.

 

ونناشد رجال الدين بأن لا ينطقوا سوى بالقيم الدينية السمحاء وأن لا يعملوا إلاّ من أجل إرشاد وتوجيه القادة نحو الهدف النبيل والوسيلة الشريفة.

 

ونناشد السياسيين بأن يغلبوا مصلحة اللبنانيين كل اللبنانيين على مصالحهم الفئوية الضيّقة وأن يقدموا التنازلات في سبيل الوطن.

 

ونناشد منظمات المجتمع المدني بأن تكون متضامنة مع بعضها البعض ومع كلّ أبناء الشعب اللبناني، معبّرةً عن ألامه وحاجاته وهواجسه فهي دائماً كانت أصدق من عبّر عنها وتبنّاها وعمل من أجلها.