المدخل

تمكنت جمعية خدمات الإعانة الكاثوليكية بالتعاون مع حركة السلام الدائم وبفضل دعم معهد السلام في الولايات المتحدة الأميركية من إنجاز مشروع بحثي بعنوان "حل النزاعات من خلال حالات دراسية على مستوى المجتمعات المحلية". لقد استند المشروع إلى المقارنة بين أربع مجموعات سكانية من لبنان في: بعلبك، البداوي، المنية والقماطية حيث سُجّل نجاح في منع العنف المفتعل سياسيًا وبين مجموعات أخرى لم تنجح في ذلك. من خلال توجيهات لجنة استشارية وطنية متنوعة الأعضاء وبناءً على سلسلة اجتماعات لمجموعات التشاور التحليلية إضافة إلى عدد من المقابلات الهامة، هدف المشروع إلى تبادل الخلاصات المقارنة على مستوى المجتمعات المحلية والمقرونة بتدابير أساسية للوقاية من أعمال العنف. بالتالي، نشير إلى أن أبرز خلاصتين توصل إليهما المشروع هما:

  1.  في حين أن التوترات قد تنشأ بشكل طبيعي بين الأفراد والعائلات والمجتمعات المحلية من دون أن تكون ذات آثار مدمرة بالضرورة إذا ما أحدثت تغييرات إيجابية ولم تؤد إلى العنف، إلا أنه في لبنان، يستغل أحيانًا الأطراف الفاعلون في الحياة السياسية الخلافات الطائفية أو السياسية أو الاثنتين معًا من أجل توظيف التوترات أو أعمال العنف لمصالحهم أحيانًا.
  2. عندما لا يتم التعاطي مع العنف على مستوى المجتمع المحلي بفعالية (عادة في غضون أسبوع واحد، لكن في أغلب الأحيان قبل مضي يومين)، قد تتصاعد ظاهرة العنف إلى حد جز مجتمعات محلية أخرى وفي أسوأ الحالات قد تتحول الظاهرة إلى أزمة وطنية.

يهدف هذا الدليل إلى تزويد القادة المحليين بمقترحات عملية وشاملة لتعزيز جهودهم في مجال الوقاية من النزاعات في السياق المحلي. يتوجه هذا الدليل إلى الأفراد الذين يضطلعون بدور هام في مجتمعاتهم المحلية علمًا أن القادة المحليين قادرين على لعب دور إيجابي في الحفاظ على العلاقات الودية ما بين المجموعات المختلفة. قد يشمل هؤلاء المحافظين والمخاتير والقادة الروحيين المحليين وأعضاء الأحزاب والكبار في السن ووجهاء العائلات والمؤرخين والصحافيين وأساتذة المدارس ورؤساء المدارس وأي شخصية تحظى باحترام الآخرين. لا يحتاج هؤلاء بالضرورة أن يكونوا من كبار المسؤولين الحكوميين أو السياسيين أو المراجع الدينية أو رواد الأعمال المشهورين على سبيل المثال لينشطوا في مجال الوقاية من العنف داخل مجتمعاتهم المحلية.