المقاربة رقم 2: تشكيل شبكة محليّة لدعاة السلام

ينبغي على قادة المجتمع مواكبة الأحداث المتطورة والبقاء على اتصال بالأفراد النافذين في مجتمعاتهم المحلية – هؤلاء الداعون إلى التفاوض السلمي في حالات الاختلاف كما هؤلاء الأكثر ميلًا إلى تأجيج التوترات والعنف. كما يجدر بهم البقاء على اتصال بقادة معتدلين من مجموعات أخرى.

بناءً على بحثنا، هذه هي بعض من سمات دعاة السلام كما حددها المشاركون في مختلف ورش العمل:

  • الإيمان بالسلام بناء على قناعة راسخة
  • الاستعداد للقيام بتضحيات
  • الموثوقية
  • التمتع أحيانًا بسلطة الموقع بناء على مكانة الفرد: وبفضل موقعه كشخص يتوقع المجتمع منه أن يدعو إلى السلام، مثلًا في حالة المختار أو العمدة.
  • أن يجيد الإصغاء إلى الآخرين
  • الميل إلى وضع خطة عمل قبل التدخل
  • الاستعداد لمواجهة العقبات والفشل
  • المثابرة، أي عدم الاستسلام أمام العقبات
  • التمتع بقبول الجميع
  • التمتع بمكانة اجتماعية أو بصورة محايدة أو الاثنين معًا ما يمده بالسلطة في التعاطي مع الأطراف المتنازعة ويمكنه من طمأنتهم في الوقت عينه
  • هو شخص مثقف (أقله نسبيًا)
  • يبلغ من العمر أكثر من 35 عامًا
  • يميل إلى تحديد آجال زمنية لحل النزاع
  • يملك القدرة على تحديد قابلية تحويل النزاع أم لا
  • صاحب نفوذ في نظر الإعلام والأحزاب السياسية
  • لا يعبر عن آرائه الشخصية حول الموضوع
  • القدرة على اختيار المعلومة الصحيحة التي تمكنه من التدخل بفعالية
  • التواضع – أي عدم التباهي بانتصاراته

يجب أن تكون الاتصالات الحازمة التي يقوم بها دعاة السلام في المقام الأول مع أفراد مجتمعهم الخاص ودعاة السلام في المجتمعات المحلية الأخرى. إذ قد يكون من غير المثمر بالنسبة إلى دعاة السلام في مجتمع محلي ما أن يواجهوا دعاة العنف في مجتمع محلي آخر.

لنفترض أن التوترات قائمة بين مجموعات ثلاث تحمل هويات مختلفة، بناءً على الدين أو الإثنية أو الروابط العائلية أو أي انتماء آخر، وهي ممثلة في الرسم التالي كالمجموعة ا أو 2 أو 3. عندما يسعى دعاة السلطة أو الشهرة أو الربح إلى استغلال الهويات من خلال تأجيج التوترات أو الدعوة إلى العنف – تحديدًا، من خلال دعاة العنف، الممثلون برمز VP، عندئذ يكون من الأفضل أن يتدخل أحد أعضاء المجموعة نفسها لمواجهة التصعيد. في المقابل، قد يؤدي تدخل أحد أعضاء مجموعة أخرى بهوية مختلفة إلى المزيد من التوترات.

اتبع الرسم البياني. لنفترض وجود ثلاث مجموعات دينية – مثلًا مجموعة مارونية ومجموعة سنية ومجموعة علوية. إن دعاة السلام، الممثلون برمز PP ضمن المجموعة 1، أي المجموعة المارونية، هم أفضل من يبادر بالحوار مع دعاة العنف ضمن المجموعة نفسها. في الوقت عينه، يجب أن يبقى دعاة السلام الموارنة على دراية بأي تطورات متصلة بالمجموعتين المتبقيتين والتي قد يرى الموارنة فيها إهانة لهم. بمعنى آخر، يجب على دعاة السلام أن يتابعوا التصريحات أو أي مبادرات أخرى مهينة كانت أم مهددة قد يقوم بها السنة أو العلويون. في حال صدور أي بادرة معادية أو مهددة، ينبغي على دعاة السلام الموارنة الاتصال بدعاة السلام السنة والعلويين للتعبير عن مخاوفهم. ثم، يصبح دعاة السلام السنة والعلويين مسؤولين عن التواصل مع دعاة العنف السنة والعلويين على التوالي لحل المسألة.

تعتمد هذه المقاربة على حقيقة أن دعاة السلام من مجموعة ما أدرى بمعتقداتهم أو تقاليدهم الإثنية أو عائلاتهم أو بالحساسيات المرتبطة بالديناميكيات السياسية. وفي حال ارتبطت التوترات بتفسير لنص ديني (مثلًا من الكتاب المقدس أو القرآن الكريم)، على سبيل المثال، من الممكن الدعوة إلى إعادة تفسير مقطع محدد أو إلى تحديد مقطع آخر يحول دون استغلال الخطاب الديني للتحريض على العنف.

إلى ذلك، يمكن للمنظمات غير الحكومية، مثل حركة السلام الدائم أن تضطلع بدور أساسي في تسهيل عملية التواصل بين المجموعات المختلفة. وينبغي على هذه المجموعات أن تعرف كيف تتواصل مع مراكز المنظمات غير الحكومية الممثلة في الرسم التالي برمز HQ. إذ غالبًا ما يكون قادة المنظمات غير الحكومية قادرين على الاتصال بالمسؤولين الحكوميين والقادة الروحيين ورواد الأعمال النافذين الذين يستطيعون استخدام سلطتهم ونفوذهم للتأثير على موقف حساس.

تذكر أن الشبكة يجب أن تقوم بين مختلف المجموعات لكن التدخل يكون ضمن مجموعة واحدة.  إن النزاعات التي تنشب بين المجتمعات المحلية هي نزاعات تحدث بين مجتمع أ ومجتمع ب أو مجتمع ج. أما النزاعات التي تنشب داخل مجتمع محلي فهي تخص جميعها مجتمعًا واحدًا، مثلًا المجتمع ج.

من المفيد تحديد الأفراد القادرين على التدخل للوقاية من العنف في وقت مسبق. كما يمكن أن تقوم مراكز المنظمات غير الحكومية برصد هؤلاء الأشخاص. ويتوجب تصنيفهم بحسب الموقع الجغرافي ومعلومات الاتصال بهم (لاسيما أرقام الهواتف النقالة).

إضافة إلى تشكيل الشبكة، من المهم تحديد الأطراف المعنيين. والأطراف المعنيون هم أعضاء أو مجموعات من المجتمع المحلي من المحتمل أن يؤثروا في النزاع أو في الإجراءات المقترحة المنوي تطبيقها أو أن يتأثروا بها. مثلًا، في حال نشأ نزاع في المدارس، الأطراف المعنيون هم التلامذة والأساتذة وناظر المدرسة وأهالي التلامذة والأشخاص الذين يعيشون في جوار المدرسة.

غالبًا ما يكون من الصائب تشكيل لجنة سلام تضم أشخاصًا مسؤولين عن الحفاظ عن السلام داخل مجتمعهم المحلي. وفي حال غياب لجنة الصلح، يمكن تشكيل لجنة سلام تمثل مختلف المجموعات المدنية والاجتماعية والسياسية المقيمة في المجتمع المحلي. ويجب أن يحظى أعضاء اللجنة بالمصداقية والاحترام. كما يمكن للكبار في السن المساعدة في تحديد من يشارك في لجنة السلام أو أن يكونوا أيضًا أعضاءً فيها في بعض الحالات.

 

أمثلة عن لجان السلام:

  • لجنة الصلح
  • المجلس البلدي

  • لجنة محلية تضم أعضاءً يتمتعون بثقة واحترام مجتمعهم المحلي