المقاربة رقم 4: المشاركة في القيادة القائمة على المبادئ

توجد ثلاثة مبادئ هامة يجب أن تبقى في البال في إطار السعي إلى الوقاية من أعمال العنف. وهي المساواة والمشاركة والمساءلة.

المساواة تعنيمعاملة الناس من دون تمييز موجه ضد أي مجموعة (لأسباب دينية أو إثنية أو عائلية أو جندرية على سبيل المثال). كما ينبغي التقيّد بهذا المبدأ عند التعاطي مع دعاة العنف. فمن الخطأ تجاهلهم. في الواقع، من الضروري جدًا التواصل معهم ومقابلتهم ومعرفة أسباب إقدامهم على أفعالهم. فلا شك في أنهم يشعرون أن ما يقومون به هو خيارهم الحالي الأمثل وإلا لما اعتمدوا هذا السلوك. وما من فائدة في تشويه صورتهم. بل عاملهم باحترام وأصغ لهم وتفهم موقفهم وحدد مصالحهم. ساعدهم على رؤية الخيارات الأخرى. فما الفائدة لو كنت وغيرك من دعاة السلام تكتفون بترداد ما يُشاع. فحصر التواصل بمجموعتك فقط قد يؤدي إلى نشوء وجهة نظر جماعية منحازة وإلى نظرة متعالية أو حتى معادية تجاه دعاة العنف. عدم مد اليد إلى دعاة العنف هو الطريق الأسرع إلى الفشل.

المشاركة هي مشاركة الجميع في النشاط العام الموجه إلى المجتمع كاملًا ما يضمن مصلحة الجميع في نجاح المسعى. كما يمكن تصميم المشاركة مع دعاة العنف بطريقة تبين مصلحتهم في السلام. هذا ما يشار إليه أحيانًا بتحويل المفسدين إلى أطراف معنيين.

المساءلة تعني بشكل أساسي التحلي بالشفافية وتحمل المسؤولية. والشفافية تكون من خلال اتخاذ القرارات والإجراءات بشكل منفتح ولأسباب معروفة ومفهومة بالنسبة إلى الجميع، إذ قد يساهم ذلك في تفادي المشاكل في المستقبل. أما تحمل المسؤولية فتعني المشاركة في مساعي الوقاية من العنف في المجتمع المحلي بدلًا من انتظار تحرك الحكومة أو أي مجموعة أخرى.