كلمة رئيس حركة السلام الدائم الأستاذ فادي ابي علام

بيروت - لبنان

أيها الأصدقاء،

شرفنا حضوركم إلى لبنان حاملين معكم رسالة السلام، رسالة طالما كانت بذاتها تشكل هوية لهذا الوطن عبر التاريخ. على أرضه التقت العديد من الشعوب وفي ربوعه تفاعلت العديد من الحضارات، تنازعت وتصادمت، تعايشت وتوافقت إلى أن أنتجت نسيجاً إجتماعياُ ثقافياً وحضارياً قل ّ نظيره على وجه الأرض.

حضر إلينا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بمعالي وزير المصالحات" أكرم شهيب"  بكلمة مسؤولة شارحا" معاناتنا  في تاريخنا الحديث وكيف كنا نواجه في كل مرة بعد السقوط لينبعث هذا الوطن مجددا" كطير الفينيق متفاهما" , متعايشا" , ومتحدا" وما كانت الوسيلة في كل مرة بغير الحوار والتوافق .

وسمعنا اقتراحه مجددا" لإعتماد لبنان مركزا" لحوار الثقافات والحضارات وهو الذي اطلق مقترحه هذا في وقت سابق من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة .

واسمحوا لي ان اكرر شكري لكم جميعا", مناضلين من اجل السلام من كل انحاء العالم اخترتم لبنان ليكون هو الدولة المضيفة لعقد اجتماعكم هذا وبالمقابل اختار هذا البلد احتضان مبادرتكم السامية هذه رئيسا" وقيادين على كافة المستويات معبرين عن اهتمامهم الصادق بما تعملون وبما تقترحون وعن استعدادهم لتقديم كل الدعم  اللازم لنجاح مسيرتكم .

ايها الأصدقاء , كان واضحا" من خلال فعاليات مؤتمرنا المتنوعة في الأسبوع المنصرم التالي :

اولا" :

ان كل مبادرة الى تجنيب لبنان حاليا" اي احتمال الى العودة الى الإقتتال تقوم على الرهان اولا" على قناعة اللبنانين بعبثية الحرب وعلى ايمان مختلف اجهات السياسية بإمكانية التوصل الى حلول مرضية والمواظبة على الحوار والإحجام عن اعتماد االخطابات العنيفة اتجاه بعضهم البعض .

ثانيا" :

إن العدالة هي اساس صلب لإستقرار اي نظام إنما العدالة هذه يجب ان يبقى مسارها موجهاً نحو الحقيقة وإحقاق الحق لا ان تغرق في متاهات السياسة غير المجدية .

ثالثاً:

ان مسؤولية بناء السلام تقع على كل الأفرقاء وشرائح المجتمع من سلطات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية، وإلى كل الجهات السياسية، والدينية، والى الأحزاب والجمعيات والى القطاع الخاص , وحتى الأفراد , كل من موقعه يستطيع بناء السلام . إضافة الى الدور المؤثر الذي يمكن ان تقوم به المنظمات الإقليمية والدولية وحتى المساعي التي تقوم بها مختلف الدول الصديقة.

رابعاً: إن إحقاق حق اللاجئين الفسطينيين بعودتهم إلى أرضهم وحقهم بتقرير مصيرهم يشكلان منطلقا" اساسيا" لتحقيق الإستقرار في هذا الوطن . كما الإقرار بحق الدول بالدفاع عن نفسها عندما تكون سيادتها منتهكة بالطرق التي تراها مناسبة ووفقا" للمواثيق الدولية المعترف بها .

خامسا":

ان الدور الذي تقوم به القوات الدولية لحفظ السلام في الجنوب اللبناني هو جوهري ليكون منطلقا" لبناء السلام العادل والشامل والدائم في لبنان والمنطقة العربية .

 

إننا اذاً نشكر الشراكة العالمية للوقاية من النزاعات المسلحة على مبادرتها القيمة تجاه لبنان، نأمل أن يكون حضورها في هذا البلد وصوتها المدوي في بيروت حافزاُ لكل الأطراف لنبذ العنف وإعتماد الحوار وتشجيع جميع الجهات المعنية على المضي فيخياراتها السلمية لتجنيب لبنان أي نزاع عنيف محتمل لا بل تشجيعها على اعتماد المبادرات وتفعيل المؤسسات التي تجعل من لبنان وطناً لحوار الثقافات والحضارات حقيقة ملموسة ينتظرها العالم بأسره، وليس فقط ان ننتظر ما إذا كانت الحرب ستحصل على ارضه أم لا.